Skip to Content

وهم الإنفصال

The Illusion of Separation

ما يُدرك على انه انفصال، هو فكرة متوهمة حُبلى بفناءها

هذه الفكرة اللاحقة، تسبقها فكرة "أنا" ومن ثم فكرة "ذلك"، والذي تفصلهما مسافة متوهمة، تُملأ بالإشارة اللغوية

وهذا الـ "ذلك" المُلحق بالأنا تم ربطه من حيث برمجة اللغة بوهم التملك، وهذا التملُك من لبنات فكرة الأنا، والتي في اصلها النقص، فتستدل وتؤكد على وجودها الزائف بالإلحاق وبالتعريف وبالتملك؛ شخصيتي، حياتي، سيارتي، منزلي، جسدي، ماضيي ومستقبلي، إلهي، معتقدي، وكل ما ماهو متشيئ. فمتى ما حقَ فناء (تحوّل) ماهو مُعرّف بوهم التملك او اصابته نوائب الحياة، اصُيبت تلك الأنا بفكرة الفناء او التهديد، بفناء ما تظنها جزء مكمِلاً لوجودها الزائف. ليعُم الهلع والخوف اركان صاحب تلك الأنا.


هذا التشبث المستميت بالمُتشيئ الفاني، هو آلية يائسة لإثبات وجود تلك الفكرة الأنا. والتي بأبسط صور التدبر نجدها عزلت بنفسها عمن يفكر فيها. او بصورة ادق، عمن ادركها، صدقها، وآمن بها كحقيقته؛ أنا تلك الفكرة التي عبرت إطار إدراكي، واصطفيتها صِفة لي، اُعرِّفني من خلالها..


اذاً، قُبيل ذلك التدفق الهادر من الأفكار، هناك من يدركها، والذي بالضرورة يسبِقها وجوداً، أي موجود قبل بزوغ اول فكرة

في تتبُع هذا التسلسل، نجد ماهو غير مُعرّف باللغة، ولا صياغاتها الفكرية. ماهو قابِع عند الإدراك، وخلف كل ما يعبر سماه من أفكار ومشاعر. مُراقب من غير رغبة الإخراط

فكيف يُعرّف ويستدُل بما هو قبل الحرف بحرف، وكيف يُشار إلى ماهو غير مدرك لغةً؟

ثم كيف لنا إدعاء إنفصال ماهو متوهم عن ما يتوهمه؟ نقض الوهم بالوهم

في سكون حضورك، تشعر بواقعك الأزلي، بلا شكل ولا زمان، كحياة غير متجلية تُحيي هيئتك الجسدية. حينها، تشعر بالحياة نفسها في أعماق كل إنسان وكل مخلوق. تنظر إلى ما وراء حجاب الشكل والانفصال. هذا هو إدراك الوحدة. هذا هو الحب. - إيكهارت تول

آلا ترى ان ما يُعرّف على انه إنفصال ما هو إلا إنفصال فكرة عن راصدها، فكرة تبحث فيما هو متشيئ عن وجودها؟

ورغم ذلك، كُل ما اُشير إليه هنا (لُغةً) يُدرك من بُعد غير خاضع للتعريف والإشارة.. بل بلا داعي اللغة والتفكُر فهلا تشير ولا تبلغ

فأين الإنفصال؟

Abu June 9, 2025
Share this post
Archive
Intro: The Art of Consciousness Creation
مدخل لفن خلق الوعي